الحلقة الثانيه
( اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعدائهم اجمعين)
جاء في خطبة لرسول صلى الله عليه واله وسلم قبيل شهر رمضان المبارك
(واذكرو بجوعكم وعطشكم جوع يوم القيامة وعطشه وتصدقو على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحمو صغاركم وصلو ارحامكم واحفظو السنتكم وغضو عما لايحل النظر اليه ابصاركم وعما لايحل الإستماع اليه اسماعكم وتحننو على ايتام الناس يتحنن الى ايتامكم وتوبو اليه من ذنوبكم وارفعو ايديكم اليه بالدعاء في اوات صلواتكم فإنها افضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالحمة الى عباده يجيبهم اذا نادووه ويستجيب لهم اذا دعوه )
:::::::::::
ان الصوم خير معين على تذكر القيامه واهوالها وجوعها وعطشها وحالة الهلع وترقب المصير واذا تمثل الصائم هذا المشهدجد واجتهد في العمل والطاعه وزرع بها دنياه ليحصدها جنة عرضها السماوات والأرض..
ثم ياتي البرنامج العملي لإستثمار الشهر الكريم ومن بنوده الصدقه على الفقراء والمساكين، فالفقير هو الذي يملك المال القليل الذي لايغني حاجته وغالبا مايمد يد المسأله . اما المسكين فهو المعدم الذي قعد به الحال في مسكنه سمى مسكينا .....
وهذا الصنف يحتاج الى من يبحث عنه ويوصل له الصدقه .
ولذا ينبغي التعود على المبادره في الصدقه في العلن وفي السر والبحث عن المحتاجين واعانتهم سرا وذلم ارفع صدقات من صدقة العلن .
ثم يعطينا المصطفى صلى الله عليه واله وسلم درسا في التعامل مع الأخرين عبر احترام الكبار اكراما لسنهم وتقديرا لما بدلوه ايام قوتهم من جهود في تربية الأجيال وخدمة الناس .ثم النظر بعين العطف والرحمه على الصغار الذين يرون في الكبار ملاذا وقدوه ..
ومن اعتاد احترام الكبار ورحمة الصغار والألفهمع الناس فصلة الرحم لديه سهله ومحببه فجاء التوجيه النبوي بصلة الرحم بعد اتقان فن التعامل مع الأخرين .
ان اللسان اخطر جوارح الإنسان والذي تصدر فيه الكلمة الطيبه فتكون شجرة طيبه تؤتى اكلها كل حين بإذن ربها ،او تصدر منه الكلمة الخبيثه فتكون شجرة خبيثه مقلوعة من جذوها ليس لها من قرار.
فلذا يجب حفظ هذه الجارحه من كل خبث كالغيبه والنميمه والفتنه والسب والسخريه والإستخفاف وكل ثقل يهوى بالعبد الى جهنم
وبعد اللسان يأتي دور العين والأذن فيوصينا الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بحجب النظر عن المحرمات والسمع عما يحرم سماعه ويتدرج تحت النظر الى الحرام النظر الى عورات الناس والفلام الا اباحيه وتتبع العورات والتجسس بالعين ويتدرج تحت السمع الحرام الغناء والغيبه والنميمه والتجسس بالسمع اذ لابد من كابح يوقف الجارحتين عن الإنزلاق في مهاوي ابليس.
:::::::::::::
ثم يوجهنا الرسول صلى الله عليه واله وسلم الى العطف والشفقة على الأيتام ويعبر بلفظ تحننو ولم يقل حنو لأن التحنن فيه جرعات زائده من الحنان والذي يتحنن على ايتام الناس سيجني ثمرة فعله اذا اختطفه الموت خلف ايتامه فسيعاملهم الناس بالمثل ومااطيبه من حصاد .
ان العبد لايخلو من ذنب فلا بد له من توبة وهي خط العوده الى الله بعد التوغل في طريق الإسراف على النفس .
ويعقب التوبه التذلل ورفع الأكف والتضرع الى الله في انسب اوقات الدعاء وهي اوقات الصلوات لأن الله ينظر الى عبيده فيها نظر الرحمه فينجيهم اذا دعوه سرا ويلبي ندائهم في دعوة الجهر ويستجيب لهم في كلا الحالتين
(الامبراطور)